السلام عليكم

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتديات النسيم
سنتشرف بتسجيلك
شكرا لكم
إدارة المنتدى


السلام عليكم

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتديات النسيم
سنتشرف بتسجيلك
شكرا لكم
إدارة المنتدى


هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  نسيم المحبةنسيم المحبة  أحدث الصورأحدث الصور   chat-room  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ملخص درس الشخصية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
kamal
نائب المدير
نائب المدير
kamal


عدد المساهمات : 78
نقاط : 134
العمر : 35

ملخص درس الشخصية Empty
مُساهمةموضوع: ملخص درس الشخصية   ملخص درس الشخصية Icon_minitimeالأربعاء 24 فبراير 2010 - 7:18


درس الشخصية




الشخصية

تقديم: من الدلالات إلى الإشكالية.
الدلالات:
الدلالة المشتركة:
الشخصية بمعناه المتداول هي المكانة الاجتماعية التي يتميز بها الفرد داخل المجتمع، والتي تتحد انطلاقا من معيارين أساسيين: معيار مادي، ويتمثل في المال والثروة، والسلطة والنفوذ، والمظهر الجسدي…، ومعيار معنوي يتمثل في الأخلاق، العلم، السلالة، الدين…
نلاحظ أن هناك تركيزا في تحديد الشخصية على المظهر الخارجي القابلة للإدراك الحسي.
هل تكفي المظاهر الخارجية في تحديد الشخصية؟
الدلالة المعجمية:
في اللغة العربية:
· جاء في القاموس المحيط ما يلي:
"شخص :بدن وضخم، والشخص: الجسيم والسيد، والمشاخص: المختلفة والمتفاوت"
· وجاء في معجم لسان العرب" ما يلي:
"الشخص سواد الإنسان وغيره تراه من بعيد، والشخص كل جسم له ارتفاع وظهور… ورجل شخيص إذا كان سيدا. وشخص الرجل فهو شخيص أي جسيم وشخص وشخوصا ارتفاع".
·الشخص: - البدانة، الجسامة
- الضخامة
- السيادة
- الاختلاف والتفاوت
- السواد، اللون
- الظهور، الارتفاع
هناك أيضا تركيز في الدلالة المعجمية العربية على الجوانب الظاهرة في تحديد الشخص.
في اللغة الفرنسية:
PersonneوPersonnalité هما لفظتان مشتقتان من الكلمة اللاتينيةPersona وهي تدل على القناع الذي كان الممثل يضعه على وجهه كي يتناسب مظهره الخارجي مع الدور الذي سيقوم به في المسرحية.
هناك أيضا تركيز على الجوانب الظاهرية/الخارجية في تحديد الشخصية.
الدلالتان: الفلسفية والعلمية.
في الفلسفة: التركيز على مفهوم الشخص.
-كانط(Kant ) : "إن الشخص هو الذات التي يمكن أن تنسب إليها مسؤولية أفعالها".
-هيجل(Hegel ): الشخصية لا تبدأ إلا حين تعي الذات نفسها لا كمجرد أنا محسوسة ومحددة كيفما اتفق وإنما باعتبارها أنا مجردة تجريدا خالصا".
الشخص: - الذات، التفكير، الوعي، اللادراك العقلي…
- الجوهر، الماهية، الباطن.
- المسؤولية، الحرية، الاختيار…
- الأنا المجردة…
نلاحظ أن هناك تركيز في الفلسفة على الجوانب الباطنية والثابتة في تحديد الشخص.
- يمكن التميز بين الشخص والشخصية:
· الشخص § الجوهر، الماهية، الوعي، ما هو باطن…
· الشخصية § هي المظاهر الخارجية التي تعبر عن حقيقة الشخص.
في العلوم الإنسانية:
- غوردان ألبورت(Gordon Allport ): الشخصية هي :التنظيم الدينامي للأنظمة السيكوفيزيولوجية التي تحدد تكيف الفرد مع محيطه."
- جوزيف نوتان(Josph Nuttin ): يمثل مفهوم الشخصية بناء نظريا أو نموذجا علميا يبنيه العالم…انطلاقا من السلوكات الملاحظة والعلاقات المعاينة".
· الشخصية: - التركيز على الجانب الحركي، الحيوي، التفاعلي…
- اعتماد مناهج علمية تقوم على الملاحظة والمعاينة الميدانية…
- الشخصية ليست معطى جاهز موجود في الواقع المباشر، وإنما هي بناء نظري مجرد بينيه العالم من أجل فهم وتفسير سلوك الفرد…
- تتكون الشخصية من مجموعة من الأنظمة:
النظام السيكولوجي
النظام الفيزيولوجي/البيولوجي
النظام السوسيو ثقافي
بالإضافة إلى نظام الشخص الذي تركز عليه المقاربة الفلسفية.
طرح الإشكالية.
- ماهي محددات الشخصية؟ هل تتحدد انطلاقا من مقومات نظام الشخص أم من مقومات النظام السيكلوجي أم من مقومات النظام السيوسيوثقافي أم أنه يجب أخذ كل مقومات هذه الأنظمة بعين الاعتبار؟
- ماهو دور الشخص في بناء شخصيته؟ وهل الشخصية نتاج للإرادة الحرة للفرد أم أنها نتاج لعدة إكراهات نفسية واجتماعية وغيرها؟
الشخصية وأنظمة بنائها.
الإشكال: تتكون الشخصية من الأنظمة الأساسية الآتية:
نظام الشخص: الفرد كعضوية بيولوجية، وكذات واعية ومسؤولة أخلاقيا.
النظام السيكولوجي: الفرد كحياة نفسية تنمو وتتطور وتتمظهر من خلال السلوك.
النظام السوسيو ثقافي: الفرد في علاقاته بالآخرين ضمن أشكال من التنظيمات الاجتماعية والثقافية…
فأي نظام من هذه الأنظمة ينبغي اعتماده لفهم وتحديد الشخصية؟
المقاربة الفلسفية: نظام الشخص
روني ديكارت(R.Descartes ):
لقد انطلق ديكارت من الشك في كل شيء، إلا أنه لم يستطع أن يشك في كونه يشك، وما دام الشك تفكير فقد توصل ديكارت إلى أنه يفكر، وهكذا فجوهر الشخص البشري هو كونه أنا مفكر، فالإنسان هو وحده القادر على ممارسة التفكير، وهو لا يتحدد في كونه يفكر فحسب، بل إنه يعي أنه يفكر، وهذا هو الوعي بالذات أو الوعي المنعكس على ذاته.
إن صفات الجسد هي صفات عرضية وزائلة، ولذلك فهي لا تمثل حقيقة الشخص بل يجب أن نبحث عن الخاصية الجوهرية والثابتة والتي تمثل حقيقة الشخص وتميزه عن غيره من الكائنات، وهذه الخاصية هي التفكير، وفي هذا الصدد بين ديكارت أنه بالدرجة الأولى أنا مفكر. ولذا فوجود الإنسان مرتبط بوجود الفكر، فأنا موجود مادمت أفكر، فإذا انقطعت عن التفكير انقطعت عن الوجود، وهذا ما تدل عليه عبارة الكوجيطو: "أنا أفكر، أنا موجود"
من أهم خصائص الشخص عند ديكارت: - جوهر: ثابت
- لامادي : من طبيعة روحية، فكرية وعقلية.
- بسيط: أي أنه غير مركب ولا يمكن تقسيمه إلى أجزاء.
هكذا نستنتج أن ديكارت يركز على التفكير النظري كمحدد أساسي لفهم الشخصية، والسؤال الذي يطرح هنا هو :هل يكفي التفكير النظري وحده لتحديد وفهم الشخص؟
إيمانويل كانط(E. Kant ):
نص ص128: " العقل وكرامة الإنسان"
- الإشكال الرئيسي في النص: ماهي مقومات وخصائص الشخص البشري؟ وما الذي يميزه عن باقي الموجودات الطبيعية؟
- مراحل الإجابة عن الإشكال:
يقرر كانط في البداية بأنه إذا نظرنا إلى الإنسان من زاوية الطبيعة والحيوان فإنه لا يكتسب بذلك إلا قيمة رخيصة ومنحطة، وسيصبح بمثابة بضاعة يمكن أن تباع وتشترى، كما سيتم التعامل معه كوسيلة لا كغاية.
لكن عندما ننظر إلى الإنسان من الزاوية الإنسانية فإنه يصبح شخصا يتمتع بالمواصفات التالية:
لا يقدر بثمن أو سعر
ذات أخلاقية ومسؤولة
يعتبر غاية في ذاته وليس مجرد وسيلة
كائن ذو كرامة وقيمة مطلقة غير قابلة للمساس.
كائن يفرض احترامه على الآخرين، كما يجب عليه أن يحترم الإنسانية التي تقبع في شخصه وذلك من خلال التزامه بالمبادئ والقيم الأخلاقية.
وهذا يعني أن الشخص هو أيضا كائن حر ومريد، أي أن له القدرة على الاختيار بين عدة إمكانيات.
الشخص البشري يتمتع أيضا بالمساواة مع الآخرين في الإنسانية.
لقد بنى كانط تصوره لمفهوم الشخص على أساس الوعي الأخلاقي لا على أساس الوعي المعرفي كما هو الشأن عند ديكارت، فالشخص البشري عند كانط هو كائن يتميز عن الكائنات والموجودات الطبيعية بالعقل والإرادة والحرية والكرامة، كما أنه غاية في ذاته في حين تستخدم الموجودات الأخرى كمجرد وسيلة.
إن وعي الإنسان بأنه شخص أخلاقي يمتلك كرامة يترتب عنه خضوع سلوكه للمبادئ الأخلاقية الفاضلة وعدم سعيه إلى تحقيق أهدافه بطرق دنيئة ولا أخلاقية، كما أن تمتع الشخص بالكرامة معناه أنه كائن جدير بالاحترام، وهذا الاحترام للذات واجب على كل إنسان تجاه ذاته.
\ لقد أكدت المقاربة الفلسفية للشخصية على المقومات الأساسية للشخص باعتباره كائن واع ومريد وحر ويمتلك كرامة. وما يسجل على هذه المقاربة هو أنها ركزت على ما ينبغي أن يكون وليس على ما هو كائن، كما أنها تناولت الشخص في بعده الكوني والعام متناسية الاختلافات السيكولوجية والاجتماعية الموجودة بين الأفراد، وهو الأمر الذي ستنتبه إليه المقاربة العلمية للشخصية.
المقاربة العلمية للشخصية:
إن ما يميز المقاربة العلمية للشخصية هو تخليها عن مفهوم الشخص كذات مجردة وسعيها إلى محاولة بناء نموذج نظري للشخصية، انطلاقا من دراسة الإنسان كما هو كائن لا كما ينبغي أن يكون، وهو نموذج تكون غايته هي فهم آليات اشتغال الشخصية الإنسانية وكذا تحديد أهم العوامل التي تتحكم فيها.
وتختلف العلوم الإنسانية في تحديدها لنوع النظام الأساسي المتحكم في الشخصية وسنشير إلى نظامين أساسيين: النظام السيكولوجي والنظام السوسيوثقافي.
الشخصية والنظام السيكولوجي:
المدرسة السلوكية: واطسون Watson
تعتبر المدرسة السلوكية بزعامة واطسون(Watson ) أن الشخصية هي نتاج للتعود والتربية والتعلم، يقول واطسون: "اعطوني عشرة من أطفال أسوياء التكوين، فسأختار أحدهم جزافا، ثم أدربه فأصنع منه ما أريد، طبيبا أو فنانا أو عالما أو تاجرا أو لصا أو متسولا، وذلك بغض النظر عن ميوله ومواهبه أو سلالة أسلافه".
إن هذا يؤكد أن نظرة المدرسة السلوكية إلى الإنسان هي نظرة آلية ميكانيكية بمعنى أن الإنسان لا تحركه دوافع موجهة نحو غايات بل مثيرات تصدر عنها استجابات. ومن ثمة تكون الشخصية هي مجموعة السلوكات التي يمكن أن تلاحظ منهجيا دون الرجوع إلى ما يحسه به الفرد من مشاعر أو حالات شعورية. يقول واطسون: "الشخصية هي حصيلة أنواع النشاط عند الفرد بأسلوب موضوعي لمدة كافية من الزمن، وفي مواقف مختلفة، تتيح التعرف عنه عن كثب، كما أنها تمثل مجموع عاداته التي تميزه عن غيره من الأفراد".
à مدرسة التحليل النفسي:Sigmund Freud
لقد بين فرويد Freud أن وراء الحياة الشعورية حياة لا شعورية تمثل منطقة نفسية هي اللاشعور، وهذه المنطقة زاخرة برغبات لا شعورية مكبوتة منذ عهد الطفولة، تعمل في الخفاء وتوجه سلوك الشخصية دون أن تشعر بها، وفي رأي فرويد أن الدوافع اللاشعورية تعود إلى غريزتين هما المحركان لسلوك الشخصية: الغريزة الجنسية أو الليبيدوLa libido أو مجموع القوى البيولوجية التي ترمي للحصول على اللذة الجنسية، وغريزة الموت وهي مجموع الميول العدوانية الرامية إلى الكراهية. ويميز فرويد في الجهاز النفسي للشخصية بين ثلاثة مناطق دينامية وهي:
· الهو(Le Ça ): جانب لا شعوري ليس بينه وبين العالم الخارجي الواقعي صلة مباشرة، لذلك فهو لا يعرف شيئا عن الأخلاق والمعايير الاجتماعية، ولا يعرف شيئا عن المنطق والزمان والمكان، إنه مستودع الرغبات الجنسية والعدوانية التي تخضع لمبدأ اللذة الحسية.
· الأنا(Le Moi ): جانب نفسي شعوري من الشخصية تكون بالتدريج من خلال اتصال الطفل بالواقع عن طريق الحواس، ووظيفته هي التوفيق بين مطالب الهومن جهة، والظروف الخارجية الواقعية من جهة أخرى، إن الأنا هو المسؤول عن تحقيق التوازن المطلوب للشخصية.
· الأنا الأعلى(Le Sur-Moi ): يمثل البعد الأخلاقي في الشخصية، وعمله الرئيسي هو ممارسة الرقابة على الدوافع اللاشعورية الكامنة في الهو وذلك بواسطة القيم العليا والقواعد الأخلاقية والاجتماعية. وإذا كان الأنا الأعلى يمارس الرقابة على الهو فإن ذلك يؤدي إلى كبت الدوافع اللاشعورية التي تبحث عن منفذ لها من خلال الأحلام، النسيان، زلات القلم، الأمراض النفسية، السخرية، النكتة، الإبداعات الفنية… هكذا يتجلى المفهوم الفرويدي للشخصية كترابط تفاعلي بين ثلاث منظومات ينتج عن تناسقها نوع من التوازن النفسي، بينما يكون تغلب إحداها على الأخرى تهديدا للتوازن ومنشأ للاضطرابات والأمراض النفسية.
وقد أكد فرويد على دور الطفولة وخاصة السنوات الخمس الأولى من حياة الشخصية في تحديد سلوكها اللاحق. فالتجارب والأزمات وكذا العلاقات العاطفية والوجدانية للطفل مع أبويه وإخوته، كل ذلك يترك في نفسيته أثرا لا ينمحي، وحتى عندما يصبح راشدا فإن سلوكاته ومشاعره هي انعكاس ونتيجة لهذه الخبرات الطفلية.
فالشخصية إذن حسب فرويد هي نتاج لنمو سابق تخضع فيه لبناء نفسي له مكونات متفاعلة فيما بينها(الهو، الأنا، الأنا الأعلى) مما يفتح المجال أمام تعدد الشخصية وتغيرها وخضوعها لمحددات لاشعورية خفية في الحياة النفسية لا تدرك إلا من خلال نتائجها.
لكن هل يكفي اللاشعور وحده لتفسير سلوك الشخصية؟
أليس للمجتمع والثقافة دور في فهم وتحديد الشخصية؟
الشخصية والنظام السوسيوثقافي.
Ãموقف جي روشي (G.Rocher ):
يرى جي روشي أن الإنسان محتاج بشكل كبير إلى المجتمع لاكتساب صفات لا يمكنه بدونها أن يمارس حياته كإنسان اجتماعي، وبسبب هذا الاحتياج فإن الفرد يخضع لما يسمى بمسلسل التنشئة الاجتماعية الذي يعرفه بأنه عملية تطورية بواسطتها يقوم الشخص طوال حياته بتعلم واستبطان المعطيات الاجتماعية والثقافية لمحيطه لكي يدمجها في بنية شخصيته حتى يتكيف مع المحيط أو الوسط الذي هو مضطر لأن يعيش فيه.
وهكذا يكتسب الفرد خلال عملية التنشئة الاجتماعية أساليب التفكير والتصرف والإحساس الخاصة بمجتمعه، وهو ما يسهل تكيفه مع باقي الأفراد داخل المجتمع، فيصبح بذلك عضوا مندمجا في الجماعة ويدافع عن نفس القيم السائدة فيها. وهذا ما يضمن وحدة المجتمع ويجنبه التفكك والانقسام.
ولايمكن لعملية الاكتساب أن تكون ناجحة وتؤدي إلى التكيف ما لم يستدمج الفرد كل ما يتلقاه من مجتمعه لكي يصبح جزءا لا يتجزأ من شخصيته، بحيث يعتبر أن الأساليب التي لقنت له وفرضت عليه، أساليب طبيعية وعادية يتبناها هو نفسه وكأنها صادرة عن إرادته الحرة، في حين أنها رسخت لديه عبر التربية والتنشئة الاجتماعية.
موقف رالف لينتون(Ralph Linton )
نص ص131:"الشخصية الأساسية والشخصية الوظيفية ودور الثقافة في بنائهما"
· الإشكال: هل يقبل المجتمع بنمط واحد أم بعدة أنماط من الشخصية؟
· الإجابة عن الإشكال:
أعلن رالف لينتون عن محاولته للتوفيق بين وجهتي النظر المختلفتين بقوله إن نفس المجتمع يقبل بنمط واحد من الشخصية وهو ما سماه بالشخصية الأساسية، وفي نفس الوقت يقبل بأنماط متعددة من الشخصية سماها بالشخصيات الوظيفية. فكيف يمكن توضيح ذلك؟
الشخصية الأساسية: تشير إلى مجموع العناصر المشتركة بين أفراد المجتمع، ومن مواقف واستجابات تتجلى في مختلف أنماط السلوك والإحساس أو التفكير، مثل:
كيفية الجلوس على المائدة
طرق اللباس
حياء الأنثى وشجاعة الذكر
الاستجابات الموحدة تجاه بعض الأحداث
الشخصية الوظيفية: وهي ترتبط بالوظيفة الاجتماعية للأفراد بحيث نتحدث عن شخصية وظيفية للمحامين وأخرى للأطباء أو الفلاحين..إلخ
ومن مزايا وجود الشخصية الوظيفية هو أنها تسمح للأفراد بأن يتفاهموا فيما بينهم بمجرد معرفة الوظيفة أو الدور الاجتماعي لبعضهم البعض، كما تسمح للفرد بأن يتصرف بمجرد معرفته بالمواصفات المرتبطة بالمكانة التي يحتلها في المجتمع.
وهكذا فالمجتمع حسب رالف لنيتون يبلور شخصية أساسية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع، وشخصية وظيفية مرتبطة بالأوضاع والوظائف التي يؤديها الفرد داخل المجتمع، ويلاحظ أنه بقدر ما يكون المجتمع منغلقا ومتخلفا تذوب شخصية الأفراد في الشخصية الأساسية العامة للمجتمع، في حين تطغى السلوكات ذات النزعة الفردية في المجتمعات المتطورة والمنفتحة.
\ يظهر أنه لكي يتأتى تفسير الشخصية لابد من الأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب التي تتدخل في عملية بنائها وتحديدها إذ لا يمكن الاقتصار والوقوف عند نظام واحد من أنظمة بناء الشخصية.
الشخص ودوره في بناء شخصيته.
· الإشكال: ماهو دور الشخص في بناء شخصيته؟ وهل الشخصية نتاج لإرادة وحرية الفرد أم أنها نتاج لإكراهات أو إشراطات نفسية واجتماعية وغيرها؟
إذا كانت المقاربة الفلسفية تنطلق من اعتبار الإنسان قيمة القيم، فأكدت على ماهيته وجوهره من خلال اعتباره ذاتا واعية، فاعلة حرة، مسؤولة وذات كرامة أخلاقية، فاعتبرت الشخصية مجرد تمظهر لماهية الشخص وجوهره، فإن العلوم الإنسانية قد تعاملت مع الشخصية كموضوع وكنتيجة حتمية لمحددات متعددة بيولوجية وسيكولوجية وسوسيو ثقافية، أي لعوامل اجتماعية ثقافية تشكل توجهات الفرد وتصوراته وقيمه وعاداته، وبذلك فالعلوم الإنسانية تتعامل مع الشخصية كموضوع للدراسة وكنتيجة لمحددات موضوعية.
لكن هل الشخصية فعلا محكومة بهذه الاكراهات والعوامل الموضوعية؟ وهل هي نتيجة حتمية لها؟ ألا يملك الإنسان القدرة على التحكم في هذه الإشراطات والإكراهات وتجاوزها من أجل بناء شخصيته وفق طموحاته واختياراته؟
أطروحة جان بول سارترJ. P. Sartre
"ليس الإنسان شيئا آخر غير ماهو صانع بنفسه". هذه الجملة تلخص النظرة الوجودية إلى الإنسان كما يمثلها سارتر، أي أن الإنسان يضع ذاته باستمرار وفق ما يختاره لنفسه ووفقا للصورة المسقبلية التي يضعها نصب عينيه, فالكائن الإنساني هو الكائن الوحيد الذي يسبق وجوده ماهيته، أي أنه يوجد أولا ثم يصنع ماهيته فيما بعد.
ترتكز الوجودية، كما يمثلها سارتر، على فكرة أساسية وهي القول بالحرية الإنسانية وهو ما يعبر عنه سارتر بمفهوم الذاتية الإنسانية التي تعني أساسا أن الإنسان يصنع نفسه بنفسه، وأنه هو الذي يمنح للأوضاع الاجتماعية والثقافية وغيرها معنى محددا انطلاقا مما يرغب فيه وما يطمح إليه.
يرى سارتر أن الإنسان ليس في ذاته إلا ما يفعل أي أنه لا يمكن معرفة شخصية الإنسان إلا من خلال ما ينجزه وما يقوم به من أفعال أثناء وجوده التاريخي والفعلي، فلا يمكن معرفة الإنسان من خلال قوالب عقلية مجردة، فوجوده لا يتحدد بالتفكير كما زعم ديكارت بل يتحدد بالفعل أو التصرف الذي يصدر عن الذات ويترجم على أرض الواقع، ولهذا يمكن القول مع سارتر بكوجيطو جديد: "أنا أفعل إذن أنا موجود". إن قول سارتر بحرية الإنسان يترتب عنه القول بمسؤوليته. و مسؤولية الإنسان مزدوجة؛ فهو مسؤول عن نفسه ومسؤول أيضا عن الإنسانية ككل، لهذا يرى سارتر أنه لايجب على الإنسان أن يفعل ما يضر بنفسه أو بالإنسانية، فالإنسان الوجودي كما يتخيله سارتر هو إنسان حر لكن حريته مرهونة بالتزامه بالمبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية التي يجب عليه تجسيدها في وجوده لكي يقدم صورة مشرقة عن إنسانيته.
أطروحة هنري برجسونHenri Bergson
يرى برجسون أن الشخصية عبارة عن تعاقب مستمر لمجموعة من الحالات النفسية، بحيث أن كل حالة نفسية هي حالة فريدة من نوعها ولا تشبهها أية حالة أخرى، ومن ثم لا يمكن التنبؤ بحالة نفسية قبل وقوعها، كما لا يمكن للشخصية باعتبارها مجموعة من الحالات المتميزة، أن تكون موضوع دارسة علمية تنتهي بصياغة قوانين حتمية تحدد الحالات المستقبلية للشخصية وتتنبأ بها كما يحدث في الظواهر الطبيعية.
وعليه، فإن الشخصية بناء حر وإبداع مستمر. \وهكذا، وبالرغم مما انتهت إليه العلوم الإنسانية بخصوص ضياع الذات واختفاء الإنسان، فإن الشخصية الإنسانية تظل مع ذلك محتفظة بقسط من الحرية الصادرة عن الذات التي تتيح لكل شخصية أن تجدد ملامحها وتختار نمطها الخاص بها رغما عن كل الإشراطات والإكراهات التي تتعرض لها.

تقديم: من الدلالات إلى الإشكالية.
الدلالات:
الدلالة المشتركة:
الشخصية بمعناه المتداول هي المكانة الاجتماعية التي يتميز بها الفرد داخل المجتمع، والتي تتحد انطلاقا من معيارين أساسيين: معيار مادي، ويتمثل في المال والثروة، والسلطة والنفوذ، والمظهر الجسدي…، ومعيار معنوي يتمثل في الأخلاق، العلم، السلالة، الدين…
نلاحظ أن هناك تركيزا في تحديد الشخصية على المظهر الخارجي القابلة للإدراك الحسي.
هل تكفي المظاهر الخارجية في تحديد الشخصية؟
الدلالة المعجمية:
في اللغة العربية:
· جاء في القاموس المحيط ما يلي:
"شخص :بدن وضخم، والشخص: الجسيم والسيد، والمشاخص: المختلفة والمتفاوت"
· وجاء في معجم لسان العرب" ما يلي:
"الشخص سواد الإنسان وغيره تراه من بعيد، والشخص كل جسم له ارتفاع وظهور… ورجل شخيص إذا كان سيدا. وشخص الرجل فهو شخيص أي جسيم وشخص وشخوصا ارتفاع".
·الشخص: - البدانة، الجسامة
- الضخامة
- السيادة
- الاختلاف والتفاوت
- السواد، اللون
- الظهور، الارتفاع
هناك أيضا تركيز في الدلالة المعجمية العربية على الجوانب الظاهرة في تحديد الشخص.
Ãفي اللغة الفرنسية:
PersonneوPersonnalité هما لفظتان مشتقتان من الكلمة اللاتينيةPersona وهي تدل على القناع الذي كان الممثل يضعه على وجهه كي يتناسب مظهره الخارجي مع الدور الذي سيقوم به في المسرحية.
هناك أيضا تركيز على الجوانب الظاهرية/الخارجية في تحديد الشخصية.
الدلالتان: الفلسفية والعلمية.
في الفلسفة: التركيز على مفهوم الشخص.
-كانط(Kant ) : "إن الشخص هو الذات التي يمكن أن تنسب إليها مسؤولية أفعالها".
-هيجل(Hegel ): الشخصية لا تبدأ إلا حين تعي الذات نفسها لا كمجرد أنا محسوسة ومحددة كيفما اتفق وإنما باعتبارها أنا مجردة تجريدا خالصا".
الشخص: - الذات، التفكير، الوعي، اللادراك العقلي…
- الجوهر، الماهية، الباطن.
- المسؤولية، الحرية، الاختيار…
- الأنا المجردة…
نلاحظ أن هناك تركيز في الفلسفة على الجوانب الباطنية والثابتة في تحديد الشخص.
- يمكن التميز بين الشخص والشخصية:
· الشخص § الجوهر، الماهية، الوعي، ما هو باطن…
· الشخصية § هي المظاهر الخارجية التي تعبر عن حقيقة الشخص.
في العلوم الإنسانية:
- غوردان ألبورت(Gordon Allport ): الشخصية هي :التنظيم الدينامي للأنظمة السيكوفيزيولوجية التي تحدد تكيف الفرد مع محيطه."
- جوزيف نوتان(Josph Nuttin ): يمثل مفهوم الشخصية بناء نظريا أو نموذجا علميا يبنيه العالم…انطلاقا من السلوكات الملاحظة والعلاقات المعاينة".
· الشخصية: - التركيز على الجانب الحركي، الحيوي، التفاعلي…
- اعتماد مناهج علمية تقوم على الملاحظة والمعاينة الميدانية…
- الشخصية ليست معطى جاهز موجود في الواقع المباشر، وإنما هي بناء نظري مجرد بينيه العالم من أجل فهم وتفسير سلوك الفرد…
- تتكون الشخصية من مجموعة من الأنظمة:
النظام السيكولوجي
النظام الفيزيولوجي/البيولوجي
النظام السوسيو ثقافي
بالإضافة إلى نظام الشخص الذي تركز عليه المقاربة الفلسفية.
طرح الإشكالية.
- ماهي محددات الشخصية؟ هل تتحدد انطلاقا من مقومات نظام الشخص أم من مقومات النظام السيكلوجي أم من مقومات النظام السيوسيوثقافي أم أنه يجب أخذ كل مقومات هذه الأنظمة بعين الاعتبار؟
- ماهو دور الشخص في بناء شخصيته؟ وهل الشخصية نتاج للإرادة الحرة للفرد أم أنها نتاج لعدة إكراهات نفسية واجتماعية وغيرها؟
الشخصية وأنظمة بنائها.
الإشكال: تتكون الشخصية من الأنظمة الأساسية الآتية:
نظام الشخص: الفرد كعضوية بيولوجية، وكذات واعية ومسؤولة أخلاقيا.
النظام السيكولوجي: الفرد كحياة نفسية تنمو وتتطور وتتمظهر من خلال السلوك.
النظام السوسيو ثقافي: الفرد في علاقاته بالآخرين ضمن أشكال من التنظيمات الاجتماعية والثقافية…
فأي نظام من هذه الأنظمة ينبغي اعتماده لفهم وتحديد الشخصية؟
المقاربة الفلسفية: نظام الشخص
روني ديكارت(R.Descartes ):
لقد انطلق ديكارت من الشك في كل شيء، إلا أنه لم يستطع أن يشك في كونه يشك، وما دام الشك تفكير فقد توصل ديكارت إلى أنه يفكر، وهكذا فجوهر الشخص البشري هو كونه أنا مفكر، فالإنسان هو وحده القادر على ممارسة التفكير، وهو لا يتحدد في كونه يفكر فحسب، بل إنه يعي أنه يفكر، وهذا هو الوعي بالذات أو الوعي المنعكس على ذاته.
إن صفات الجسد هي صفات عرضية وزائلة، ولذلك فهي لا تمثل حقيقة الشخص بل يجب أن نبحث عن الخاصية الجوهرية والثابتة والتي تمثل حقيقة الشخص وتميزه عن غيره من الكائنات، وهذه الخاصية هي التفكير، وفي هذا الصدد بين ديكارت أنه بالدرجة الأولى أنا مفكر. ولذا فوجود الإنسان مرتبط بوجود الفكر، فأنا موجود مادمت أفكر، فإذا انقطعت عن التفكير انقطعت عن الوجود، وهذا ما تدل عليه عبارة الكوجيطو: "أنا أفكر، أنا موجود"
من أهم خصائص الشخص عند ديكارت: - جوهر: ثابت
- لامادي : من طبيعة روحية، فكرية وعقلية.
- بسيط: أي أنه غير مركب ولا يمكن تقسيمه إلى أجزاء.
هكذا نستنتج أن ديكارت يركز على التفكير النظري كمحدد أساسي لفهم الشخصية، والسؤال الذي يطرح هنا هو :هل يكفي التفكير النظري وحده لتحديد وفهم الشخص؟
إيمانويل كانط(E. Kant ):
نص ص128: " العقل وكرامة الإنسان"
- الإشكال الرئيسي في النص: ماهي مقومات وخصائص الشخص البشري؟ وما الذي يميزه عن باقي الموجودات الطبيعية؟
- مراحل الإجابة عن الإشكال:
يقرر كانط في البداية بأنه إذا نظرنا إلى الإنسان من زاوية الطبيعة والحيوان فإنه لا يكتسب بذلك إلا قيمة رخيصة ومنحطة، وسيصبح بمثابة بضاعة يمكن أن تباع وتشترى، كما سيتم التعامل معه كوسيلة لا كغاية.
لكن عندما ننظر إلى الإنسان من الزاوية الإنسانية فإنه يصبح شخصا يتمتع بالمواصفات التالية:
لا يقدر بثمن أو سعر
ذات أخلاقية ومسؤولة
يعتبر غاية في ذاته وليس مجرد وسيلة
كائن ذو كرامة وقيمة مطلقة غير قابلة للمساس.
كائن يفرض احترامه على الآخرين، كما يجب عليه أن يحترم الإنسانية التي تقبع في شخصه وذلك من خلال التزامه بالمبادئ والقيم الأخلاقية.
وهذا يعني أن الشخص هو أيضا كائن حر ومريد، أي أن له القدرة على الاختيار بين عدة إمكانيات.
الشخص البشري يتمتع أيضا بالمساواة مع الآخرين في الإنسانية.
لقد بنى كانط تصوره لمفهوم الشخص على أساس الوعي الأخلاقي لا على أساس الوعي المعرفي كما هو الشأن عند ديكارت، فالشخص البشري عند كانط هو كائن يتميز عن الكائنات والموجودات الطبيعية بالعقل والإرادة والحرية والكرامة، كما أنه غاية في ذاته في حين تستخدم الموجودات الأخرى كمجرد وسيلة.
إن وعي الإنسان بأنه شخص أخلاقي يمتلك كرامة يترتب عنه خضوع سلوكه للمبادئ الأخلاقية الفاضلة وعدم سعيه إلى تحقيق أهدافه بطرق دنيئة ولا أخلاقية، كما أن تمتع الشخص بالكرامة معناه أنه كائن جدير بالاحترام، وهذا الاحترام للذات واجب على كل إنسان تجاه ذاته.
\ لقد أكدت المقاربة الفلسفية للشخصية على المقومات الأساسية للشخص باعتباره كائن واع ومريد وحر ويمتلك كرامة. وما يسجل على هذه المقاربة هو أنها ركزت على ما ينبغي أن يكون وليس على ما هو كائن، كما أنها تناولت الشخص في بعده الكوني والعام متناسية الاختلافات السيكولوجية والاجتماعية الموجودة بين الأفراد، وهو الأمر الذي ستنتبه إليه المقاربة العلمية للشخصية.
المقاربة العلمية للشخصية:
إن ما يميز المقاربة العلمية للشخصية هو تخليها عن مفهوم الشخص كذات مجردة وسعيها إلى محاولة بناء نموذج نظري للشخصية، انطلاقا من دراسة الإنسان كما هو كائن لا كما ينبغي أن يكون، وهو نموذج تكون غايته هي فهم آليات اشتغال الشخصية الإنسانية وكذا تحديد أهم العوامل التي تتحكم فيها.
وتختلف العلوم الإنسانية في تحديدها لنوع النظام الأساسي المتحكم في الشخصية وسنشير إلى نظامين أساسيين: النظام السيكولوجي والنظام السوسيوثقافي.
الشخصية والنظام السيكولوجي:
المدرسة السلوكية: واطسون Watson
تعتبر المدرسة السلوكية بزعامة واطسون(Watson ) أن الشخصية هي نتاج للتعود والتربية والتعلم، يقول واطسون: "اعطوني عشرة من أطفال أسوياء التكوين، فسأختار أحدهم جزافا، ثم أدربه فأصنع منه ما أريد، طبيبا أو فنانا أو عالما أو تاجرا أو لصا أو متسولا، وذلك بغض النظر عن ميوله ومواهبه أو سلالة أسلافه".
إن هذا يؤكد أن نظرة المدرسة السلوكية إلى الإنسان هي نظرة آلية ميكانيكية بمعنى أن الإنسان لا تحركه دوافع موجهة نحو غايات بل مثيرات تصدر عنها استجابات. ومن ثمة تكون الشخصية هي مجموعة السلوكات التي يمكن أن تلاحظ منهجيا دون الرجوع إلى ما يحسه به الفرد من مشاعر أو حالات شعورية. يقول واطسون: "الشخصية هي حصيلة أنواع النشاط عند الفرد بأسلوب موضوعي لمدة كافية من الزمن، وفي مواقف مختلفة، تتيح التعرف عنه عن كثب، كما أنها تمثل مجموع عاداته التي تميزه عن غيره من الأفراد".
à مدرسة التحليل النفسي:Sigmund Freud
لقد بين فرويد Freud أن وراء الحياة الشعورية حياة لا شعورية تمثل منطقة نفسية هي اللاشعور، وهذه المنطقة زاخرة برغبات لا شعورية مكبوتة منذ عهد الطفولة، تعمل في الخفاء وتوجه سلوك الشخصية دون أن تشعر بها، وفي رأي فرويد أن الدوافع اللاشعورية تعود إلى غريزتين هما المحركان لسلوك الشخصية: الغريزة الجنسية أو الليبيدوLa libido أو مجموع القوى البيولوجية التي ترمي للحصول على اللذة الجنسية، وغريزة الموت وهي مجموع الميول العدوانية الرامية إلى الكراهية. ويميز فرويد في الجهاز النفسي للشخصية بين ثلاثة مناطق دينامية وهي:
· الهو(Le Ça ): جانب لا شعوري ليس بينه وبين العالم الخارجي الواقعي صلة مباشرة، لذلك فهو لا يعرف شيئا عن الأخلاق والمعايير الاجتماعية، ولا يعرف شيئا عن المنطق والزمان والمكان، إنه مستودع الرغبات الجنسية والعدوانية التي تخضع لمبدأ اللذة الحسية.
· الأنا(Le Moi ): جانب نفسي شعوري من الشخصية تكون بالتدريج من خلال اتصال الطفل بالواقع عن طريق الحواس، ووظيفته هي التوفيق بين مطالب الهومن جهة، والظروف الخارجية الواقعية من جهة أخرى، إن الأنا هو المسؤول عن تحقيق التوازن المطلوب للشخصية.
· الأنا الأعلى(Le Sur-Moi ): يمثل البعد الأخلاقي في الشخصية، وعمله الرئيسي هو ممارسة الرقابة على الدوافع اللاشعورية الكامنة في الهو وذلك بواسطة القيم العليا والقواعد الأخلاقية والاجتماعية. وإذا كان الأنا الأعلى يمارس الرقابة على الهو فإن ذلك يؤدي إلى كبت الدوافع اللاشعورية التي تبحث عن منفذ لها من خلال الأحلام، النسيان، زلات القلم، الأمراض النفسية، السخرية، النكتة، الإبداعات الفنية… هكذا يتجلى المفهوم الفرويدي للشخصية كترابط تفاعلي بين ثلاث منظومات ينتج عن تناسقها نوع من التوازن النفسي، بينما يكون تغلب إحداها على الأخرى تهديدا للتوازن ومنشأ للاضطرابات والأمراض النفسية.
وقد أكد فرويد على دور الطفولة وخاصة السنوات الخمس الأولى من حياة الشخصية في تحديد سلوكها اللاحق. فالتجارب والأزمات وكذا العلاقات العاطفية والوجدانية للطفل مع أبويه وإخوته، كل ذلك يترك في نفسيته أثرا لا ينمحي، وحتى عندما يصبح راشدا فإن سلوكاته ومشاعره هي انعكاس ونتيجة لهذه الخبرات الطفلية.
فالشخصية إذن حسب فرويد هي نتاج لنمو سابق تخضع فيه لبناء نفسي له مكونات متفاعلة فيما بينها(الهو، الأنا، الأنا الأعلى) مما يفتح المجال أمام تعدد الشخصية وتغيرها وخضوعها لمحددات لاشعورية خفية في الحياة النفسية لا تدرك إلا من خلال نتائجها.
لكن هل يكفي اللاشعور وحده لتفسير سلوك الشخصية؟
أليس للمجتمع والثقافة دور في فهم وتحديد الشخصية؟
الشخصية والنظام السوسيوثقافي.
Ãموقف جي روشي (G.Rocher ):
يرى جي روشي أن الإنسان محتاج بشكل كبير إلى المجتمع لاكتساب صفات لا يمكنه بدونها أن يمارس حياته كإنسان اجتماعي، وبسبب هذا الاحتياج فإن الفرد يخضع لما يسمى بمسلسل التنشئة الاجتماعية الذي يعرفه بأنه عملية تطورية بواسطتها يقوم الشخص طوال حياته بتعلم واستبطان المعطيات الاجتماعية والثقافية لمحيطه لكي يدمجها في بنية شخصيته حتى يتكيف مع المحيط أو الوسط الذي هو مضطر لأن يعيش فيه.
وهكذا يكتسب الفرد خلال عملية التنشئة الاجتماعية أساليب التفكير والتصرف والإحساس الخاصة بمجتمعه، وهو ما يسهل تكيفه مع باقي الأفراد داخل المجتمع، فيصبح بذلك عضوا مندمجا في الجماعة ويدافع عن نفس القيم السائدة فيها. وهذا ما يضمن وحدة المجتمع ويجنبه التفكك والانقسام.
ولايمكن لعملية الاكتساب أن تكون ناجحة وتؤدي إلى التكيف ما لم يستدمج الفرد كل ما يتلقاه من مجتمعه لكي يصبح جزءا لا يتجزأ من شخصيته، بحيث يعتبر أن الأساليب التي لقنت له وفرضت عليه، أساليب طبيعية وعادية يتبناها هو نفسه وكأنها صادرة عن إرادته الحرة، في حين أنها رسخت لديه عبر التربية والتنشئة الاجتماعية.
موقف رالف لينتون(Ralph Linton )
نص ص131:"الشخصية الأساسية والشخصية الوظيفية ودور الثقافة في بنائهما"
· الإشكال: هل يقبل المجتمع بنمط واحد أم بعدة أنماط من الشخصية؟
· الإجابة عن الإشكال:
أعلن رالف لينتون عن محاولته للتوفيق بين وجهتي النظر المختلفتين بقوله إن نفس المجتمع يقبل بنمط واحد من الشخصية وهو ما سماه بالشخصية الأساسية، وفي نفس الوقت يقبل بأنماط متعددة من الشخصية سماها بالشخصيات الوظيفية. فكيف يمكن توضيح ذلك؟
الشخصية الأساسية: تشير إلى مجموع العناصر المشتركة بين أفراد المجتمع، ومن مواقف واستجابات تتجلى في مختلف أنماط السلوك والإحساس أو التفكير، مثل:
كيفية الجلوس على المائدة
طرق اللباس
حياء الأنثى وشجاعة الذكر
الاستجابات الموحدة تجاه بعض الأحداث
الشخصية الوظيفية: وهي ترتبط بالوظيفة الاجتماعية للأفراد بحيث نتحدث عن شخصية وظيفية للمحامين وأخرى للأطباء أو الفلاحين..إلخ
ومن مزايا وجود الشخصية الوظيفية هو أنها تسمح للأفراد بأن يتفاهموا فيما بينهم بمجرد معرفة الوظيفة أو الدور الاجتماعي لبعضهم البعض، كما تسمح للفرد بأن يتصرف بمجرد معرفته بالمواصفات المرتبطة بالمكانة التي يحتلها في المجتمع.
وهكذا فالمجتمع حسب رالف لنيتون يبلور شخصية أساسية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع، وشخصية وظيفية مرتبطة بالأوضاع والوظائف التي يؤديها الفرد داخل المجتمع، ويلاحظ أنه بقدر ما يكون المجتمع منغلقا ومتخلفا تذوب شخصية الأفراد في الشخصية الأساسية العامة للمجتمع، في حين تطغى السلوكات ذات النزعة الفردية في المجتمعات المتطورة والمنفتحة.
\ يظهر أنه لكي يتأتى تفسير الشخصية لابد من الأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب التي تتدخل في عملية بنائها وتحديدها إذ لا يمكن الاقتصار والوقوف عند نظام واحد من أنظمة بناء الشخصية.
الشخص ودوره في بناء شخصيته.
· الإشكال: ماهو دور الشخص في بناء شخصيته؟ وهل الشخصية نتاج لإرادة وحرية الفرد أم أنها نتاج لإكراهات أو إشراطات نفسية واجتماعية وغيرها؟
إذا كانت المقاربة الفلسفية تنطلق من اعتبار الإنسان قيمة القيم، فأكدت على ماهيته وجوهره من خلال اعتباره ذاتا واعية، فاعلة حرة، مسؤولة وذات كرامة أخلاقية، فاعتبرت الشخصية مجرد تمظهر لماهية الشخص وجوهره، فإن العلوم الإنسانية قد تعاملت مع الشخصية كموضوع وكنتيجة حتمية لمحددات متعددة بيولوجية وسيكولوجية وسوسيو ثقافية، أي لعوامل اجتماعية ثقافية تشكل توجهات الفرد وتصوراته وقيمه وعاداته، وبذلك فالعلوم الإنسانية تتعامل مع الشخصية كموضوع للدراسة وكنتيجة لمحددات موضوعية.
لكن هل الشخصية فعلا محكومة بهذه الاكراهات والعوامل الموضوعية؟ وهل هي نتيجة حتمية لها؟ ألا يملك الإنسان القدرة على التحكم في هذه الإشراطات والإكراهات وتجاوزها من أجل بناء شخصيته وفق طموحاته واختياراته؟
أطروحة جان بول سارترJ. P. Sartre
"ليس الإنسان شيئا آخر غير ماهو صانع بنفسه". هذه الجملة تلخص النظرة الوجودية إلى الإنسان كما يمثلها سارتر، أي أن الإنسان يضع ذاته باستمرار وفق ما يختاره لنفسه ووفقا للصورة المسقبلية التي يضعها نصب عينيه, فالكائن الإنساني هو الكائن الوحيد الذي يسبق وجوده ماهيته، أي أنه يوجد أولا ثم يصنع ماهيته فيما بعد.
ترتكز الوجودية، كما يمثلها سارتر، على فكرة أساسية وهي القول بالحرية الإنسانية وهو ما يعبر عنه سارتر بمفهوم الذاتية الإنسانية التي تعني أساسا أن الإنسان يصنع نفسه بنفسه، وأنه هو الذي يمنح للأوضاع الاجتماعية والثقافية وغيرها معنى محددا انطلاقا مما يرغب فيه وما يطمح إليه.
يرى سارتر أن الإنسان ليس في ذاته إلا ما يفعل أي أنه لا يمكن معرفة شخصية الإنسان إلا من خلال ما ينجزه وما يقوم به من أفعال أثناء وجوده التاريخي والفعلي، فلا يمكن معرفة الإنسان من خلال قوالب عقلية مجردة، فوجوده لا يتحدد بالتفكير كما زعم ديكارت بل يتحدد بالفعل أو التصرف الذي يصدر عن الذات ويترجم على أرض الواقع، ولهذا يمكن القول مع سارتر بكوجيطو جديد: "أنا أفعل إذن أنا موجود". إن قول سارتر بحرية الإنسان يترتب عنه القول بمسؤوليته. و مسؤولية الإنسان مزدوجة؛ فهو مسؤول عن نفسه ومسؤول أيضا عن الإنسانية ككل، لهذا يرى سارتر أنه لايجب على الإنسان أن يفعل ما يضر بنفسه أو بالإنسانية، فالإنسان الوجودي كما يتخيله سارتر هو إنسان حر لكن حريته مرهونة بالتزامه بالمبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية التي يجب عليه تجسيدها في وجوده لكي يقدم صورة مشرقة عن إنسانيته.
أطروحة هنري برجسونHenri Bergson
يرى برجسون أن الشخصية عبارة عن تعاقب مستمر لمجموعة من الحالات النفسية، بحيث أن كل حالة نفسية هي حالة فريدة من نوعها ولا تشبهها أية حالة أخرى، ومن ثم لا يمكن التنبؤ بحالة نفسية قبل وقوعها، كما لا يمكن للشخصية باعتبارها مجموعة من الحالات المتميزة، أن تكون موضوع دارسة علمية تنتهي بصياغة قوانين حتمية تحدد الحالات المستقبلية للشخصية وتتنبأ بها كما يحدث في الظواهر الطبيعية.
وعليه، فإن الشخصية بناء حر وإبداع مستمر. \وهكذا، وبالرغم مما انتهت إليه العلوم الإنسانية بخصوص ضياع الذات واختفاء الإنسان، فإن الشخصية الإنسانية تظل مع ذلك محتفظة بقسط من الحرية الصادرة عن الذات التي تتيح لكل شخصية أن تجدد ملامحها وتختار نمطها الخاص بها رغما عن كل الإشراطات والإكراهات التي تتعرض لها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ملخص درس الشخصية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأسئلة الشائعة في المقابلة الشخصية
» إمتحان في مادة الفلسفة -درس الشخصية-
» ملخص درس الغير
» ملخص درس اللغة
» ملخص درس الحقيقة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات التعليمية - المنهج التعليمي المغربي :: قسم المرحلة الثانوية-دروس-تمارين-امتحانات وابحاث :: مـلخـصات دروس ثـانية بـاكالـوريـا اداب و علوم :: الفلسفة ثـانية بـاكالـوريـا اداب و علوم-
انتقل الى: